تقارير حقوقية تتهم الحوثيين بتجنيد مزيد من الأطفال
تقارير حقوقية تتهم الحوثيين بتجنيد مزيد من الأطفال
اتهمت تقارير حقوقية مليشيا الحوثي بتجنيد مزيد من القاصرين تحت سن 15 عاماً في مناطق سيطرتها، وتأسيس مراكز تدريب عسكرية جديدة لطلبة المدارس في مناطق سيطرتها، وإجبارهم على تأدية عروض عسكرية.
وأفادت منظمة ميون لحقوق الإنسان المحلية في بيان صادر عنها بأن مليشيا الحوثي قامت بإنشاء مراكز تدريب عسكرية جديدة للأطفال بمدن تحت قبضتها بهدف تجنيد الآلاف منهم عبر إجبارهم على الالتحاق بصفوفها والقتال في جبهاتها
وأوضحت المنظمة أن عملية تجنيد الحوثيين للأطفال بمدن سطوتهم قد دخلت مرحلة «جديدة» و«خطيرة»، حيث يعد ذلك انتهاكاً صارخاً لحقوق الأطفال، ويقوض جميع الجهود الدولية على مدى السنوات الماضية الهادفة لوقف تجنيد الأطفال في اليمن.
وكشفت «ميون» لحقوق الإنسان عن إجبار الحوثيين عشرات الأطفال المجندين على تقديم عروض عسكرية حضرها القيادي محمد علي الحوثي وهو ابن عم زعيم الجماعة، وذلك باسم «اختتام دورات عسكرية مفتوحة»، أقامتها الجماعة بإحدى الساحات في مديرية سحار في محافظة صعدة، حيث معقلها الرئيسي.
وأدرج الحوثيون منذ أكتوبر العام الماضي، عشرات آلاف الأطفال اليمنيين بوصفهم جنودا في صفوفهم عقب تخرجهم مما يسمونه «دورات مفتوحة» ضمن معسكرات تدريب تقع ضمن المناطق الخاضعة لهم.
وكشفت «ميون» عن أنه ومنذ مطلع العام الحالي استدعت جماعة الحوثي آلافاً من الأطفال ممن كانت قد أجبرتهم على الالتحاق قسراً في معسكراتها الصيفية عام 2023، بوصفهم قوات احتياط، وحتى يتم إعادة تأهيلهم وتدريبهم عسكرياً للتأكد من جهوزيتهم للقتال.
الاستدراج والإغراء
إلى ذلك أفاد التحالف اليمني لرصد انتهاكات حقوق الإنسان في اليمن بأنه اطلع على تقارير تشير إلى استخدام الحوثيين وسائل مختلفة ومتعددة لتجنيد الأطفال في مناطق سيطرتهم، بما في ذلك الاستدراج والإغراء والتأثير الفكري والخطف واستغلال الظروف المعيشية السيئة لعائلاتهم، معبراً عن أسفه لأن الجماعة تدعي في تصريحاتها العلنية أن تجنيد الأطفال عمل بطولي، وتصفه بـ«الدفاع عن الوطن».
التحالف الحقوقي أبدى استياءه حيال استغلال الطفولة في اليمن باسم الدين، وإجبارهم على حمل السلاح والذهاب لتعلم طرق الموت السريع. موضحاً أن ذلك حدث مع أحد الأطفال اليمنيين الذين تجندهم الجماعة الحوثية، وتم توثيق تلك الواقعة عقب تمكن الطفل من الهرب بعد تجنيده من قبل الجماعة في الخطوط الأمامية.
وأعاد «تحالف رصد» التذكير بما يعانيه ملايين الأطفال اليمنيين الذين فقدوا حقهم في التعليم جراء الحرب، وتكرار الهجمات على المدارس، وكشف أيضاً عن تسجيل ما يزيد على 400 اعتداء خلال السنوات الأربع الماضية طالت مدارس في عموم مناطق اليمن.
وفي منتصف فبراير الحالي، اتهم تقرير دولي آخر الحوثيين بأنهم استغلوا الحرب على غزة والضربات الأمريكية على مواقعهم، لتجنيد الأطفال، بمزاعم القتال في فلسطين، بينما يقومون بإرسالهم إلى خطوط التماس مع القوات الحكومية في مأرب وتعز.
وأكد التقرير الصادر عن منظمة «هيومن رايتس ووتش» أن الجماعة جندت أطفالاً لا تتجاوز أعمار بعضهم 13 عاماً، حيث تزايدت عمليات التجنيد في الأسابيع الأخيرة أكثر من أي وقت مضى.
وأوضحت نيكو جعفرنيا، باحثة اليمن والبحرين في «هيومن رايتس ووتش» أن «الحوثيين يستغلون القضية الفلسطينية لتجنيد مزيد من الأطفال من أجل قتالهم الداخلي».
وأكدت أنه ينبغي للحوثيين استثمار الموارد في توفير الاحتياجات الأساسية للأطفال في مناطق سيطرتهم، مثل التعليم الجيد والغذاء والمياه، بدلا من استبدال طفولتهم بواسطة النزاع.
ونقلت المنظمة الدولية عن امرأة تدير منظمة غير حكومية تركز على حقوق الإنسان أن الحوثيين جعلوا الأطفال يعتقدون أنهم سيقاتلون من أجل تحرير فلسطين، لكن الأمر انتهى بهم بإرسالهم إلى الخطوط الأمامية في مأرب وتعز.
أزمة سياسية ومعاناة إنسانية
ويشهد اليمن معاناة إنسانية كبيرة منذ أكثر من 9 سنوات نتيجة الحرب المستمرة بين القوات الموالية للحكومة المدعومة بتحالف عسكري عربي تقوده السعودية من جهة، والحوثيين المدعومين من إيران، المسيطرين على عدة محافظات بينها العاصمة صنعاء من جهة أخرى، وذلك منذ سبتمبر 2014.
ويسيطر المتمردون على صنعاء ومعظم مناطق الشمال اليمني ومن بينها مدينة الحديدة على ساحل البحر الأحمر والتي تضم ميناء يعتبر شريان حياة ملايين السكان في مناطق الحوثيين.
وتسببت الحرب في اليمن بمصرع أكثر من 377 ألف شخص بشكل مباشر أو غير مباشر، ونزوح الآلاف في أسوأ أزمة إنسانية في العالم، حسب وصف الأمم المتحدة.
وتسعى الأمم المتحدة إلى وقف دائم لإطلاق النار، من أجل الشروع في إحياء مسار الحوار السياسي المتوقف عملياً منذ التوقيع على اتفاق السويد الخاص بالحديدة في عام 2018.
وأعلن المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن هانس غروندبرغ، السبت، 23 ديسمبر، أنّ الجانبين المتحاربين التزما وقفا جديدا لإطلاق النار والانخراط في عملية سلام تقودها الأمم المتحدة في إطار خريطة طريق لإنهاء الحرب وسط ترحيب خليجي.
وأكد المبعوث الخاص للأمم المتحدة على التزام الأطراف المتحاربة "بمجموعة من التدابير تشمل تنفيذ وقف إطلاق نار يشمل عموم اليمن والانخراط في استعدادات لاستئناف عملية سياسية جامعة تحت رعاية الأمم المتحدة".
وبعد أكثر من 9 سنوات من الصراع، ما زال 18.2 مليون شخص في اليمن يحتاجون إلى الدعم، وتشير التقديرات إلى أن 17.6 مليون شخص سيواجهون انعدام الأمن الغذائي خلال عام 2024